--------------------------------------------------------------------------------
نانسي عجرم: نجاحي في الفن لا يعني سعادتي في الحياة
تستهلّين أغنيتك بعبارة «الدنيا حلوة»، كيف ترين الحياة جميلة؟
(متسائلة) كيف أراها جميلة؟! (وبعد ثوان معدودة تجيب): برأيي، إن السعادة الحقيقية تتجسّد عندما يكون الإنسان مرتاحاً مع ذاته وقنوعاً ويعيش بسلام داخلي من دون أن يتأثّر بكل الأشياء السلبية من حوله.
هل كانت الحياة جميلة دوماً بنظرك أم اعترضتها ثمة مطبات؟
يمر كل إنسان بمحطات حزينة، فالحياة إذا خلت من الحزن لا نعود نشعر فيها بطعم الفرح، والمرء الذي لا تسقط دمعته لا يسعد. أنا إنسانة حسّاسة جداً وتجرحني أي كلمة موجّهة لي وأشعر أنها مسيئة، حتى ولو كانت غير مقصودة. فهذا قد يبكيني.
نستشفّ من حديثك أن أهلك ما يزالون يتعاملون معك كفتاة عادية وليس كنجمة؟
ليس كفنانة ولكن أيضاً ليس كشخص عادي. لقد عوّدنا أهلنا على احترامهم وليس الخوف منهم، وفي المطلق كل إنسان ينفعل في الحياة. وقد أكون ألححت بالأسئلة على والدتي أكثر من مرّة. فغضبت مني.
هل من مرّة تسرّعت باتخاذ قرار الإنفصال عن أحد الأشخاص لأنه غدر بك؟
لا أذكر. فأنا لم أعمل في المجال الفني مع أشخاص طعنوني في الظهر لكن ربما أفاجأ بآخرين يوهمونني بأن لديهم القدرة على تقديم أعمال فنية جديدة لي ثم أكتشف العكس، ولكن هذا ليس كذباً أو غشاً من قبلهم. وما يساعدني في ذلك هو أنني لا أعمل أو أفكر بمفردي. وأي مشكلة أصادفها أخبر أهلي عنها. فالعودة إلى الأهل في أمور عدّة تعني احترامهم. وأنا لا أقصد بذلك أنني لا أعرف اتخاذ قرار بمفردي، إنما أحب أن يشاركني أهلي بأي شيء أقدم عليه لأنني وبمقدار ما أكون ناضجة فلن أكون أكثر نضجاً من والدي مثلاً. هناك قرارات أتخذها بنفسي وأقتنع بها وأنفّذها ولكنني أخبر والدي بها، فأهلي دائماً ينصحونني وسواء أخذت برأيهم أم لا فأنا أحب استشارتهم وأفتح كل صفحاتي أمامهم...
في سياق الأغنية ذاتها تقولين «أحلى سنين منعيشها يا ناس واحنا عاشقين»، فكيف تترجمين هذه العبارة إلى الواقع؟
الحياة برأيي هي الحب والذي من دونه لا يستطيع الإنسان أن يستمر. صحيح أنني فنانة أحب فني جداً وأتعب من أجله وله الأولوية لدي، ولكن نجاحي في الفن لا يعني سعادتي في الحياة. فسعادتي هي أن يكون في حياتي رجل أحبّه ويحبّني وتأسيس عائلة ناجحة.
كيف تعيشين هذا الحب الذي تتحدّثين عنه في الأغنية؟!
كيف أعيشه؟! (ضاحكة) لا أعرف كيف أفسّر الأمر. ولكن عندما يحبّ الإنسان يرى كل شيء من حوله جميلاً. وإذا كان فناناً فهو يغني بشكل أجمل ويصبح نشيطاً ويعطي الأمل للآخرينز
وهل تعيشين كل هذه الأحاسيس؟
بالتأكيد (تمنّعت عن ذكر فارس الأحلام).
لو ضاع الحب منك، هل تتحوّلين إلى إنسانة تعيسة؟
لا يحوّلني فقدان الحب الى إنسانة تعيسة لأن الإنسان يجب ألا يكون في قلبه الحبيب فقط ويستثني أشخاصاً آخرين. فإذا ضاع الحبيب مني لدي حب أهلي وأقربائي وأصدقائي.
هل سيتكلّل الحب الذي تعيشينه بالزواج؟
وهل يمكن التفكير بالحب من دون التفكير بالزواج؟
كم مرّة عشت الحب؟
مرّة واحدة فقط.
هل تخافين أن يتقرّب منك الحبيب بسبب شهرتك؟
ما من فنانة أو امرأة عادية إلا وتستطيع التمييز بين من يحبّها بصدق أو يمثّل عليها.
تقولين أيضاً «إن العمر كلو يومين 2». فهذه العبارة تحمل كمّاً من التشاؤم يعني بأن الحياة قصيرة.
نعم إن الحياة قصيرة. Life is too short، هذه العبارة أردّدها باستمرار. والوقت هو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع الإنسان أن يسيطر عليه. وما قلته ليس حزناً إنما واقع. لذا على الإنسان أن يعيش السعادة كل لحظة ولا يؤجّل فرحه. وهذا طبعاً بالسلوك والتصرّفات الطبيعية وليس بتخطّي الحدود.
هل أنت عصبية؟
لست عصبية بمقدار ما أتسرّع في الكلام والقرارات التي أتّخذها. أحياناً أتكلّم عن أمور كثيرة ثم أقول ليتني لم أتسرّع بقولها كي لا أفتعل مشكلة. لنفترض مثلاً أن أختي نادين أخبرتني أن شخصاً ما أغضبها من دون ذي وجه حق. أبادر فوراً للاتصال به من دون أن تطلب هي مني ذلك وأسأله بصوت عال عن سبب إيذائه لها في الوقت الذي استطيع أن أتحدّث فيه بهدوء. ويهمّني أن أوضح في هذا المجال أنني لم أقصد أن أتهجّم على الشخص إنما هو مجرد إنفعال بسبب غضب أختي. (وتضيف ضاحكة) أنا هكذا مع أهلي والناس، وأحياناً عندما أتحدّث مع أحد وأكون منفعلة في الحديث بسبب حماستي، يعتقد أنني أصرخ بوجهه.
في أغنيتك «الدنيا حلوة» تقولين «ما تسيبش زعلك مرّة يطول» كم يطول «زعلك»؟
ليس كثيراً وأعود بعدها فأضحك بشكل عادي. كل ما قصدته من خلال هذه الأغنية هو زرع التفاؤل في قلوب الناس.